محاكم الظلم تسكن عقلك فهلا حاربتها

جلست افكر كل يومي هذا لعلي اجد الاجابة للاشكال الذي ارقني مدة طويلة الى ان فتح الله علي بالحقيقة التي قد يخالفني فيها البعض...
كنت اتساءل دوما لماذا ينتشر الحقد بشكل رهيب بين المسلمين اليوم و لماذا تنتشر الكراهية بين الجيران لماذا ينتشر الطلاق في مجتمعنا بشكل مخيف..و لما صارت الصداقات شكلية و لا تتماسك لاكثر من بضعة ايام او شهور.. و لماذا غابت المود بيننا..و لما انتشرت ثقافة الانتقام و القطيعة مع اننا امة مسلمة كتابها القران و نبيها عليه الصلاة و السلام خير الانبياء و سنته نور لنا في الحياة ...
بعد طول تامل و تفكير وجدت ان كل ذلك بسبب المحاكم التي بنيناها في عقولنا ..نعم محاكم الجور و الظلم و الزور فيها نحاكم احبابنا و اصدقاءنا و جيراننا و اقرب الناس الينا و مجتمعنا بكل اطيافه و تنوعاته. .. نعم محاكم كلها غيايبة فلا حق للمتهم بالحضور.. و جلساتها سرية فلا يحق للشهود و لا الجمهور الحضور و لا يحق للمتهم توكيل محام او الدفاع عن نفسه لان القاعدة فيها ان الاصل التهمة و المتهم لا تثبت براءته و لا يحق له الطعن و لا الاستئناف .
نعم هكذا اخواني اخواتي صرنا نحاكم الناس في زماننا داخل عقول خلت من نور الله و غاب عن قضاء عقولنا تحكيم شرع الله تعالى.. فناتي بشخص ما فنفسر افعاله و اقواله حسب امراض قلوبنا و اهواءنا و درجة حقدنا ثم نشتد عليه بقدر بعدنا عن اخلاق الاسلام و هدي خير الانام و نقسو عليه بقدر ابتعادنا عن مراقبة الله و خشيته..
و لذلك كانت الاحكام المنطوقة جائرة من امثال طلاق و هجر الى الابد و قطع رحم الى اخر يوم و عداوة جيران طالت العشرة بيننا و المؤبد في زنازين الجفاء و اعدام الاقصاء و غيرها من احكام قضائية تصدرها عقولنا بكل جراة معلنة القطيعة و الحقد و البغضاء مع اخواننا و اخواتنا.
ايها الاخوة ان الواجب على المسلم و المسلم تحكيم شرع الله في افعاله و ردات افعاله و ان يكون الميزان الاول و الاخر هو شرع الله تعالى
حتى تعود البسمة الى شفاهنا و المودة و الرحمة الى قلوبنا و التكافل الى مجتمعاتنا و التماسك الى اسرنا و الصدق الى صداقاتنا و الاخوة الى حياتنا و مساجدنا
اقول قولي هذا و استغفر الله لي و لكم و الحمد لله رب العالمين

و كتبه اخوكم محمد امين الجزائري الوغليسي
الجزائر يوم الخميس 14 رجب 1432 الموافق ل 16 جوان 2011