منتدى الإسلام

أخي/ أختي الزائر (ة)..

نشكر لك زيارة منتدى الاسلام، و نأمل انك وجدت فيه الفائدة و المتعة التى ترجو.

نتشرف بانضمامك الى مجموعتنا عضوا مميزا،و أخا فاعلا..

تفضل بالتسجيل معنا
صلى على رسول الله..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى الإسلام

أخي/ أختي الزائر (ة)..

نشكر لك زيارة منتدى الاسلام، و نأمل انك وجدت فيه الفائدة و المتعة التى ترجو.

نتشرف بانضمامك الى مجموعتنا عضوا مميزا،و أخا فاعلا..

تفضل بالتسجيل معنا
صلى على رسول الله..

منتدى الإسلام

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الإسلام..إسلامنا نور يضيئ دربنا..

من هنا نبدا و في الجنة نلتقي
سبحان الله و بحمد سبحان الله العظيم
اللهم صل على رسول الله
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
استغفر الله العظيم و اتوب اليه
لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير
الله الله ربي لا شريك له
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
اللهم اجمع كلمة المسلمين   اللهم وحد صفوفهم  اللهم خذ بأيديهم إلى ما تحبه وترضاه  اللهم أخرجهم من الظلمات إلى النور  اللهم أرهم الحق حقاً وارزقهم اتباعه، وأرهم الباطل باطلاً وارزقهم اجتنابه اللهم بعلمك الغيب وبقدرتك على الخلق أحينا ما كانت الحياة خيرا لنا  وتوفنا إذا كانت الوفاة خيراً لنا  اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة  ونسألك كلمة الحق في الغضب والرضا  ونسألك القصد في الغنى والفقر، ونسألك لذة النظر إلى وجهك  والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة  ولا فتنة مضلة، برحمتك يا أرحم الراحمين

المواضيع الأخيرة

» يجب ألا يموت الأمل!
في فضل العفاف من السنة النبوية ومن حكايات التابعين وغيرهم Icon_minitime1السبت مارس 19, 2016 12:41 pm من طرف المدير العام

» صراع! صراع صراع
في فضل العفاف من السنة النبوية ومن حكايات التابعين وغيرهم Icon_minitime1السبت مارس 19, 2016 12:41 pm من طرف المدير العام

» أَنْقِذُوا (العَرَبِيّ)!
في فضل العفاف من السنة النبوية ومن حكايات التابعين وغيرهم Icon_minitime1السبت مارس 19, 2016 12:39 pm من طرف المدير العام

» تسهيل النجاة
في فضل العفاف من السنة النبوية ومن حكايات التابعين وغيرهم Icon_minitime1السبت مارس 19, 2016 12:39 pm من طرف المدير العام

» كيف نعيش الأزمة؟
في فضل العفاف من السنة النبوية ومن حكايات التابعين وغيرهم Icon_minitime1السبت مارس 19, 2016 12:38 pm من طرف المدير العام

» جنايتتا على المؤسسات الخيريّة !
في فضل العفاف من السنة النبوية ومن حكايات التابعين وغيرهم Icon_minitime1السبت مارس 19, 2016 12:36 pm من طرف المدير العام

» الاستغلاق المؤسسي..،!
في فضل العفاف من السنة النبوية ومن حكايات التابعين وغيرهم Icon_minitime1السبت مارس 19, 2016 12:36 pm من طرف المدير العام

» داعية العناد وضراوة الاعتياد
في فضل العفاف من السنة النبوية ومن حكايات التابعين وغيرهم Icon_minitime1السبت مارس 19, 2016 12:35 pm من طرف المدير العام

» الغلو يصنع القادة أم يصنع الطُغاة
في فضل العفاف من السنة النبوية ومن حكايات التابعين وغيرهم Icon_minitime1السبت مارس 19, 2016 12:27 pm من طرف المدير العام


    في فضل العفاف من السنة النبوية ومن حكايات التابعين وغيرهم

    الإمبراطورة
    الإمبراطورة
    مشرف منتدى إيماء الرحمن
    مشرف منتدى إيماء الرحمن


    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    عدد المساهمات : 263

    في فضل العفاف من السنة النبوية ومن حكايات التابعين وغيرهم Empty في فضل العفاف من السنة النبوية ومن حكايات التابعين وغيرهم

    مُساهمة من طرف الإمبراطورة الخميس أبريل 07, 2011 6:01 pm





    وفي الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا على ذلك اجتمعا على ذلك وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله رب العالمين، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه .

    وفي الصحيح من حديث أبي هريرة وابن عمر رضي الله عنهم، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بينما ثلاثة يمشون إذ أخذتهم السماء فأووا إلى غار في الجبل فانحطت عليهم صخرة من الجب فأطبقت عليهم فقال بعضهم لبعض: انظروا أعمالاً صالحةً عملتموها فادعوا الله بها، فقال بعضهم: اللهم إنك تعلم أنه كان لي أبوان شيخان كبيران وامرأة وصبيان وكنت أرعى عليهم فإذا رحت عليهم حلبت فبدأت بوالدي أسقيهما قبل بني وأنه نأى بي الشجر فلم آت حتى أمسيت فوجدتهما قد ناما فحلبت كما كنت أحلب فقمت عند رؤوسهما أكره أن أوقظهما من نومهما وأن أبدأ بالصبية قبلهما والصبية يتضاغون عند قدمي فلم أزل كذلك حتى طلع الفجر فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا فرجةً نرى منها السماء ففرج الله لهم فرجةً. وقال الآخر: اللهم إنه كانت لي ابنة عم فأحببتها كأشد ما يحب الرجال النساء فطلبت إليها نفسها فأبت حتى آتيها بمائة دينار فسعيت حتى جمعت مائة دينار فجئتها بها فلما قعدت بين رجليها قالت: يا عبد الله اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فقمت عنها وتركت المائة دينار فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا من هذه الصخرة ففرج الله لهم فرجةً. فقال الآخر: اللهم إني كنت استأجرت أجيراً بفرق من أرز فلما قضى عمله قال: أعطني حقي فأعطيته فأبى أن يأخذه فزرعته ونميته حتى اشتريت له بقراً ورعاءها فجاءني بعد حين فقال: يا هذا اتق الله ولا تظلمني وأعطني حقي، فقلت: اذهب إلى تلك البقر ورعائها فهو لك، فقال: اتق الله ولا تهزأ بي، فقلت لا أستهزئ بك فخذ ذلك، فأخذها وذهب فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما بقي من الصخرة ففرج الله عنهم وخرجوا يمشون .

    وقال عبيد الله بن موسى : حدثنا شيبان بن عبد الرحمن ، عن الأعمش ، عن عبد الله بن عبد الله الرازي ، عن سعد مولى طلحة ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً لو لم أسمعه إلا مرةً أو مرتين حتى عد سبع مرات ما حدثت به، ولكن سمعته أكثر من ذلك فقال: كان الكفل من بني إسرائيل لا يتورع من ذنب عمله فأتته امرأة فأعطاها ستين ديناراً على أن يطأها فلما قعد منها مقعد الرجل من المرأة أرعدت وبكت فقال: ما يبكيك أكرهتك؟ قالت: لاى ولكن هذا عمل لم أعمله قط ! قال: فتفعلين هذا ولم تفعليه قط؟ قالت: حملتني عليه الحاجة فتركها ثم قال: اذهبي والدنانير لك ثم قال: والله لا يعصى الله الكفل أبداً فمات من ليلته فأصبح مكتوباً على بابه: غفر الله للكفل . وفي مسند الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله من حديث عقبة بن عمر الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجب ربك من الشاب ليست له صبوة .

    وذكر المبرد عن أبي كامل ، عن إسحاق بن إبراهيم ، عن رجاء بن عمر النخعي ، قال: كان بالكوفة فتىً جميل الوجه شديد التعبد والاجتهاد فنزل في جوار قوم من النخع، فنظر إلى جارية منهن جميلة فهويها وهام بها عقله، ونزل بالجارية ما نزل به فأرسل يخطبها من أبيها، فأخبره أبوها أنها مسماة لابن عم لها، فلما اشتد عليما ما يقاسيانه من ألم الهوى أرسلت إليه الجارية: قد بلغني شدة محبتك لي وقد اشتد بلائي بك، فإن شئت زرتك، وإن شئت سهلت لك أن تأتيني إلى منزلي، فقال للرسول: ولا واحدة من هاتين الخلتين، إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم أخاف ناراً لا يخبو سعيرها، ولا يخمد لهيبها، فلما أبلغها الرسول قوله قالت: وأراه مع هذا يخاف الله؟ والله ما أحد أحق بهذا من أحد، وإن العباد فيه لمشتركون، ثم انخلعت من الدنيا وألقت علائقها خلف ظهرها وجعلت تتعبد، وهي مع ذلك تذوب وتنحل حباً للفتى وشوقاً إليه حتى ماتت من ذلك، فكان الفتى يأتي قبرها فيبكي عنده ويدعو لها، فغلبته عينه ذات يوم على قبرها فرآها في منامه في أحسن منظر فقال: كيف أنت وما لقيت بعدي؟ قالت:

    نعم المحبة يا سؤلي محبتكم حب يقود إلى خير وإحسان

    فقال على ذلك إلام صرت؟ فقالت:

    إلى نعيم وعيش لا زوال له في جنة الخلد ملك ليس بالفاني

    فقال لها: اذكريني هناك فإني لست أنساك، فقالت: ولا أنا والله أنساك، ولقد سألت مولاي ومولاك أن يجمع بيننا فأعني على ذلك بالاجتهاد، فقال لها: متى أراك؟ فقالت: ستأتينا عن قريب فترانا، فلم يعش الفتى بعد الرؤيا إلا سبع ليال حتى مات رحمه الله تعالى.

    وذكر الزبير بن بكار أن عبد الرحمن بن أبي عمار نزل مكة وكان من عباد أهلها فسمي القس من عبادته، فمر يوماً بجارية تغني فوقف فسمع غناءها فرآها مولاها فأمره أن يدخل عليها فأبى، فقال: فاقعد في مكان تسمع غناءها ولا تراها، ففعل فأعجبته، فقال له مولاها: هل لك أن أحولها إليك؟ فامتنع بعض الامتناع ثم أجابه إلى ذلك، فنظر إليها فأعجبته فشغف بها وشغفت به، وعلم بذلك أهل مكة، فقالت له ذات يوم: أنا والله أحبك، فقال: وأنا والله أحبك، قالت: فإني والله أحب أن أضع فمي على فكم، قال: وأنا والله أحب ذلك، قالت: فما يمنعك؟ فإن الموضع خال قال لها: ويحك إني سمعت الله يقول الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين فأنا والله أكره أن يكون صلة ما بين وبينك في الدنيا عداوة في القيامة، ثم نهض وعيناه تذرفان بالدموع من حبها.

    وقال عبد الملك بن قريب : قلت لأعرابي: حدثني عن ليلتك مع فلانة قال: نعم خلوت بها والقمر يرينيها فلما غاب أرتنيه، قلت: فما كان بينكما؟ قال: أقرب ما أحل الله مما حرم الله: الإشارة بغير ما بأس، والدنو بغير إمساس، ولعمري لئن كانت الأيام طالت بعدها لقد كانت قصيرةً معها وحسبك بالحب:

    ما إن دعاني الهوى لفاحشة إلا نهاني الحياء والكرم

    فلا إلى فاحش مددت يدي ولا مشت بي لريبة قدم

    وقال آخر:

    وصفوها فلم أزل علم الله كئيباً مستولهاً مستهاما

    هل عليها في نظرة من جناح من فتىً لا يزور إلا لماما

    حال فيها الإسلام دون هواه فهو يهوى ويحفظ الإسلاما

    ويميل الهوى به ثم يخشى أن يطيع الهوى فيلقى أثاما

    وقال الحسين بن مطير :

    أحبك يا سلمى على غير ريبة ولا بأس في حب تعف سرائره

    أحبك حباً لا أعنف بعده محباً ولكني إذا ليم عاذره

    وقد مات قلبي أول الحب مرةً ولومت أضحى الحب قد مات آخره

    وقال محمد بن أبي زرعة الدمشقي :

    إن حظي ممن أحب كفاف ولا صدود مقص ولا إنصاف

    كلما قلت قد أنابت إلى الوصل ثناها عما أريد العفاف

    فكأني بين الصدود وبين الوصل ممن مقامه الأعراف

    في محل بين الجنان وبين النار أرجو طوراً وطوراً أخاف

    وقال عثمان بن الضحاك الحزامي : خرجت أريد الحج فنزلت بالأبواء، فإذا امرأة جالسة على باب خيمة فأعجبني حسنها فتمثلت بقول نصيب:

    بزينب ألمم قبل أن يرحل الركب وقل إن تملينا فما ملك القلب

    فقالت: يا هذا أتعرف قائل هذا الشعر؟ قلت: نعم نصيب، قالت: فتعرف زينبه؟ قلت: لا، قالت: فأنا زينبه. قلت: حياك الله، قالت: أما إن اليوم موعده من عند أمير المؤمنين، خرج إليه عام أول فوعدني هذا اليوم، لعلك لا تبرح حتى تراه، قال: فبينا أنا كذلك إذا أنا براكب، قالت: ترى ذلك الراكب؟ إني لأحسبه إياه، قال: فأقبل فإذا هو نصيب، فنزل قريباً من الخيمة ثم أقبل فسلم حتى جلس قريباً منها يسائلها وتسائله أن ينشدها ما أحدث فأنشدها، فقلت في نفسي: محبان طال التنائي بينهما لا بد أن يكون لأحدهما إلى صاحبه حاجة، فقمت إلى بعيري لأشد عليه، فقال: على رسلك إني معك، فجلست حتى نهض معي فتسايرنا ثم التفت إلي فقال: أقلت في نفسك محبان التقيا بعد طول التنائي فلا بد أن يكون لأحدهما إلى صاحبه حاجة؟ قلت: نعم قد كان ذلك، قال: ورب هذه البنية ما جلست منها مجلساً هو أقرب من هذا.

    وقال عمر بن شبة : حدثنا أبو غسان قال: سمعت بعض المدنيين يقول: كان الرجل يحب الفتاة فيطوف بدارها حولاً يفرح أن يرى من يراها، فإن ظفر منها بمجلس تشاكيا وتناشدا الأشعار. واليوم يشير غليها وتشير إليه فيعدها وتعده فإذا التقيا لم يشك حباً ولم ينشد شعراً، وقام إليها كأنه قد أشهد على نكاحها أبا هريرة رضي الله عنه. وقال محمد بن سيرين : كانوا يعشقون في غير ريبة، وكان الرجل يأتي إلى القوم فيتحدث عندهم لا يستنكر له ذلك. وقال هشام بن حسان : لكن اليوم لا يرضون إلا بالمواقعة. وقيل لأعرابي: ما تعدون العشق فيكم؟ قال: القبلة والضمة والغمزة، وإذا نكح الحب فسد. وقال المبرد : كان العتبي: يحب جارية تسمى ملك، فكتب إليها:

    يا ملك قد صرت إلى خطة رضيت منها فيك بالضيم

    ما اشتملت عيني على رقدة مذ غبت عن عيني إلى اليوم

    فبت مفتوق مجاري البكا معطل العين عن النوم

    ووجدي الدهر بكم غلمة فالموت من نفسي على سوم

    يلومني الناس على حبكم والناس أولى فيك باللوم

    قال: فكتبت إليه:

    إن تكن الغلمة هاجت بكم فعالج الغلمة بالصوم

    ليس بك الحب ولكنما تدور من هذا على كوم

    يقال: كام الفحل يكوم فحلاً إذا نزل على الحجرة وأرادت هذه المعشوقة قول النبي صلى الله عليه وسلم يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء .

    وقال أبو الحسن المدائني : هوي بعض المسلمين جاريةً بمكة فأرادها فامتنعت عليه، فقال على لسان عطاء بن أبي رباح :

    سألت الفتى المكي هل في تعانق وقبلة مشتاق الفؤاد جناح

    فقال معاذ الله أن يذهب التقى تلاصق أكباد بهن جراح

    فقالت: الله سألت عطاءً عن ذلك فقال لك هذا؟ فقال: الله نعم، فزارته وجعلت تقول: إياك تتعدى ما أفتاك به عطاء.

    وقال الزبير بن بكار عن عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون قال: أنشدت محمد بن المنكدر قول وضاح اليمن

    فما نولت حتى تضرعت حولها وأقرأتها ما رخص الله في اللمم

    فضحك محمد وقال: وإن كان وضاح لمفتياً في نفسه.

    وقال الأصمعي : قيل لأعرابي: ما كنت صانعاً لو ظفرت بمن تهوى؟ قال: كنت أمتع عيني من وجهها، وقلبي من حديثها، وأستر منها ما لا يحبه الله، ولا يرضى كشفه إلا عند حله، قيل: فإن خفت أن لا تجتمعا بعد ذلك؟ قال: أكل قلبي إلى حبها، ولا أصير بقبيح ذلك الفعل إلى نقض عهدها. قال: وقيل لآخر وقد زوجت عشيقته من ابن عمها وأهلها على إهدائها إليه: أيسرك أن تظفر بها الليلة؟ قال: نعم والذي أمتعني بها وأشقاني بطلبها، قيل: فما كنت صانعاً؟ قال: كنت أطيع الحب في لثمها، وأعصى الشيطان في إثمها، ولا أفسد عشق عشر سنين بما يبقى عاره، وتنشر بالقبيح أخباره، في ساعة تنفد لذتها، وتبقى تبعتها إني للئيم، ولم يغذني أصل كريم.

    وقال عباس الدوري : كان بعض أصحابنا يقول: كان سفيان الثوري كثيراً ما يتمثل بهذين البيتين:

    تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها من الحرام ويبقى الوزر والعار

    تبقى عواقب سوء في مغبتها لا خير في لذة من بعدها النار

    وقال الحسين بن مطير :

    ونفسك أكرم عن أمور كثيرة فما لك نفس بعدها تستعيرها

    ولا تقرب المرعى الحرام فإنما حلاوته تفنى ويبقى مريرها

    وقال الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه: الفتوة ترك ما تهوى لما تخشى وقال الخرائطي : حدثنا إبراهيم بن الجنيد ، حدثنا عبد الله بن أبي بكر المقدمي ، حدثنا جعفر بن سلمان الضبعي قال: سمعت مالك بن دينار يقول: بينا أنا أطوف إذا أنا بجارية متعبدة متعلقة بأستار الكعبة وهي تقول: يا رب كم من شهوة ذهبت لذتها، وبقيت تبعتها، أي رب أما لك أدب إلا النار؟ فما زال مقامها حتى طلع الفجر، فلما رأيت ذلك وضعت يدي على رأسي خارجاً أقول: ثكلت مالكاً أمه، جويرية منذ الليلة قد بطلته

    وطائفة بالبيت والليل مظلم تقول ومنها دمعها يتسجم

    أيا رب كم من شهوة قد رزئتها ولذة عيش حبلها متصرم

    أما كان يكفي للعباد عقوبةً ولا أدباً إلا الجحيم المصرم

    فما زال ذاك القول منها تضرعاً إلى أن بدا فجر الصباح المقدم

    فشبكت مني الكف أهتف خارجاً على الرأس أبدى بعض ما كنت أكتم

    وقلت لنفسي إذ تطاول ما بها وأعيا عليها وردها المتغنم

    ألا ثكلتك اليوم أمك مالكاً جويرية ألهاك منها التكلم

    فما زلت بطالاً بها طول ليلة تنال بها حظاً جسيماً وتغنم

    وقال مخرمة بن عثمان : نبئت أن فتى من العباد هوى جاريةً من أهل البصرة فبعث إليها يخطبها فامتنعت وقال: إن أردت غير ذلك فعلت، فأرسل إليها: سبحان الله ! أدعوك إلى ما لا إثم فيه وتدعينني إلى ما لا يصلح؟ فقالت: قد أخبرتك بالذي عندي فإن شئت فتقدم، وإن شئت فتأخر، فأنشأ يقول:

    وأسألها الحلاب وتدع قلبي إلى ما لا أريد من الحرام

    كداعي آل فرعون إليه وهم يدعونه نحو الأثام

    فظل منعماً في الخلد يسعى وظلوا في الجحيم وفي السقام

    فلما علمت أنه قد امتنع من الفاحشة أرسلت إليه: أنا بين يديك على الذي تحب، فأرسل إليها: لا حاجة لنا فيمن دعوناه إلى الطاعة ودعانا إلى المعصية، ثم أنشد:

    لا خير فيمن لا يراقب ربه عند الهوى ويخافه إيمانا

    حجب التقى سبل الهوى فأخو التقى يخشى إذا وافى المعاد هوانا

    وقال عبد الملك بن مروان لليلى الأخيلية: بالله هل كان بينك وبين توبة سوء قط؟ قالت: والذي ذهب بنفسه وهو قادر على ذهاب نفسي ما كان بيني وبينه سوء قط، إلا أنه قدم من سفر فصافحته فمز يدي فظننت أن يخنع لبعض الأمر فذلك معنى قولي:

    وذي حاجة قلنا له لا تبح بها فليس إليها ما حييت سبيل

    لنا صاحب لا ينبغي أن نخونه وأنت لأخرى صاحب وخليل

    قالت: لا والذي ذهب بنفسه ما كلمني بسوء قط حتى فرق بيني وبينه الموت.

    وقال ابن أحمر : بينا أنا أطوف بالبيت إذا بصرت بامرأة متبرقعة تطوف بالبيت وهي تقول:

    لا يقبل الله من معشوقة عملاً يوماً وعاشقها غضبان مهجور

    ليست بمأجورةً في قتل عاشقها لكن عاشقها في ذاك مأجور

    فقلت لها: في هذا الموضع؟ فقالت: إليك عني لا يعلقك الحب، قلت: وما الحب؟ قالت: جل والله عن أن يخفى، وخفي عن أن يرى، فهو كالنار في أحجارها، إن حركته أورى، وإن تركته توارى ثم أنشدت تقول:

    غيد أوانس ما هممن بريبة كظباء مكة صيدهن حرام

    يحسبن من لين الحديث أوانسا ويصدهن عن الخنا الإسلام

    وقد روى محمد بن عبد الله الأنصاري ، حدثنا عبد الوارث ، عن محمد بن جحادة ، عن الوليد ، عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها دخلت الجنة . وقال هشام بن عمار : حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا أبي، حدثنا ابن لهيعة ، عن موسى بن وردان ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما امرأة اتقت ربها وأحصنت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها يوم القيامة ادخلي من أي أبواب الجنة شئت .

    وقال الزبير بن بكار : أخبرني سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي ، حدثني أبي أن امرأةً لقيت كثير عزة فقالت: تسمع بالمعيدي خير من أن تراه، قال: مه رحمك الله ! فأنا الذي أقول:

    فإن أك معروق العظام فإنني إذا ما وزنت القوم بالقوم أوزن

    قالت: وكيف توزن بالقوم وأنت لا تعرف إلا بعزة؟ قال: والله لئن قلت ذاك لقد رفع الله بها قدري، وزين بها شعري، وإنها لكما قلت:

    وما روضة بالحزن طاهرة الثرى يمج الندى جثجاثها وعرارها

    بأطيب من أردان عزةً موهناً وقد أوقدت بالمندل الرطب نارها

    من الخفرات البيض لم تلق شقوةً وبالحسب المكنون صاف نجارها

    فإن برزت كانت لعينيك قرةً وإن غبت عنها لم يعمك عارها

    قالت: أرأيت حين تذكر طيبها فلو أن زنجية تخمرت بالمندل الرطب لطاب ريحها، ألا قلت كما قال امرؤ القيس

    خليلي مرا بي على أم جندب نقضي لبانات الفؤاد المعذب

    ألم ترياني كلما جئت طارقاً وجدت بها طيباً وإن لم تطيب؟

    فقال: والله الحق خير ما قيل، هو والله أنعت لصاحبته مني.

    ودخلت عزة على عبد الملك بن مروان، وهو لا يعرفها، ترفع مظلمةً لها، فلما سمع كلامها تعجب منه، فقال له بعض جلسائه: هذه عزة كثير، فقال لها عبد الملك إن أردت أن أرد عليك مظلمتك فأنشديني ما قال فيك كثير، فاستحيت وقالت والله ما أعرف كثيراً ولكني سمعتهم يحكون عنه أنه قال في:

    قضى كل ذي دين فوفى غريمه وعزة ممطول معنى غريمها

    فقال عبد الملك ليس عن هذا أسألك، ولكن أنشديني من قوله:

    وقد زعمت أني تغيرت بعدها ومن ذا الذي يا عز لا يتغير

    تغير جسمي والخليقة كالذي عهدت ولم يخبر بسرك مخبر

    قالت: ما سمعت هذا ولكن سمعت الناس يحكون عنه أنه قال في:

    كأني أنادي صخرةً حين أعرضت من الصم لو تمشى بها العصم زلت

    صفوح فما تلقاك إلا بخيلةً فمن مل منها ذلك الوصل ملت

    فقضى حاجتها ورد مظلمتها وقال: أدخلوها على الجواري يأخذن من أدبها. وذكرت عنه أنه قال فيها أيضاً:

    وما نلت منها محرماً غير أنني أقبل بساماً من الثغر أفلجا

    وألثم فاها تارةً ثم تارةً وأترك حاجات الناس تحرجا

    وقال الزبير بن بكار ، عن عباس بن سهل الساعدي قال: بينما أنا بالشام إذ لقيني رجل من أصحابي فقال هل لكم في جميل نعوده؟ فدخلنا عليه وهو يجود بنفسه وهو يخيل إلي إلا أن الموت يكرثه، فنظر إلي ثم قال: يا ابن سهل ، ما تقول في رجل لم يشرب الخمر قط، ولم يزن، ولم يقتل نفساً؟ يشهد أن لا إله إلا الله ؟ قلت: أظنه قد نجا وأرجو له الجنة، فمن هذا الرجل؟ قال: أنا، قلت: والله ما أحسبك سلمت وأنت تشبب منذ عشرين سنة في بثينة، فقال: لا نالتني شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ـ فإني في أول يوم من أيام الآخرة وآخر يوم من أيام الدنيا ـ إن كنت وضعت يدي عليها لريبة. فما برحنا حتى مات.

    وقال عوانة بن الحكم : كان عبد المطلب لا يسافر إلا ومعه ابنه الحارث، وكان أكبر ولده، وكان شبيهاً به جمالاً وحسناً، فأتى اليمن وكان يجالس عظيماً من عظمائهم فقال له: لو أمرت ابنك هذا يجالسني وينادمني، ففعل، فعشقت امرأته الحارث، فراسلته فأبى عليها، فألحت عليه، فأخبر بذلك أباه، فلما يئست منه سقته سم شهر، فارتحل به عبد المطلب حتى إذا قدم مكة مات الحارث . وذكرها هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه، وذكر رثاء أبيه له بقصيدته التي فيها:

    والحارث الفياض أكرم ماجد أيام نازعه الهمام الكاسا

    ولما احتضر أبو سفيان بن الحارث هذا وهو ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم قال لأهله: لا تبكوا علي فإني لم أتنطف بخطيئة منذ أسلمت.

    ولما قدم عروة بن الزبير على الوليد بن عبد الملك خرجت برجله الآكلة فاجتمع رأي الأطباء على نشرها وأنه إن لم يفعل سرت إلى جسمه فهلك، فلما عزم على ذلك قالوا له: نسقيك مرقداً؟ قال: ولم؟ قالوا: لئلا تحس بما يصنع، قال: لا بل شأنكم، فنشروا ساقه بالمنشار، فما أزال عضواً عن عضو حتى فرغوا منها ثم حسموها، فلما نظر إليها في أيديهم تناولها وقال: الحمد لله، أما والذي حملني عليك إنه ليعلم أني ما مشيت بك إلى حرام قط.

    ولما حضرت عمر بن ربيعة الوفاة بكى عليه أخوه الحارث ، فقال له عمر: يا أخي إن كان أسفك لما سمعت من قولي: قلت لها وقالت لي، فكل مملوك لي حر إن كنت كشفت حراماً قط. فقال الحارث : الحمد لله تعالى طيبت نفسي.

    وقال سفيان بن محمد : دخلت يوماً عزة على أم البنين أخت عمر بن عبد العزيز فقالت: يا عزة ما قول كثير:

    قضى كل ذي دين فوفى غريمه وعزة ممطول معنى غريمها؟

    ما كان هذا الدين؟ فقالت: كنت وعدته بقبلة فتحرجت منها، فقالت أم البنين: أنجزيها وعلي إثمها، قالت: فأعتقت أم البنين بكلمتها هذه أربعين رقبةً، وكانت إذا ذكرتها بكت، وقالت: ليتني خرست ولم أتكلم بها.

    ولما احتضر ذو الرمة قال: لقد هممت بمي عشرين سنة في غير ريبة ولا فساد.

    وكان الحارث بن خالد بن هشام المخزمي عاشقاً لعائشة بنت طلحة وله فيها أشعار أفرد لها ابن المرزبان كتاباً، فلما قتل عنها مصعب بن الزبير قيل للحارث : ما يمنعك الآن منها؟ قال: والله لا يتحدث رجالات قريش أن تشبيبي بها كان لريبة ولشيء من الباطل.

    وقال ابن علاثة : دخلت على رجل من الأعراب خيمته وهو يئن فقلت: ما شأنك؟ قال: عاشق، فقلت له: ممن الرجل؟ قال: من قوم إذا عشقوا ماتوا عفةً، فجعلت أعذله، وأزهده فيما هو فيه، فتنفس الصعداء ثم قال:

    ليس لي مسعد فأشكو إليه إنما يسعد الحزين الحزين

    وقال سعيد بن عقب لأعرابي: ممن الرجل؟ قال: من قوم إذا عشقوا ماتوا قال: عذري ورب الكعبة، فقلت له: ومم ذاك؟ قال: في نسائنا صباحةً، وفي رجالنا عفة.

    وقال سفيان بن زياد: قلت لامرأة من عذرة ورأيت بها هوىً غالباً خفت عليها الموت منه: ما بال العشق يقتلكم معاشر عذرة من بين أحياء العرب؟ فقالت: فينا جمال وتعفف والجمال يحملنا على العفاف، والعفاف يورثنا رقة القلوب، والعشق يفني آجالنا، وإنا نرى عيوناً لا ترونها.

    وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى : قال رجل من بني فزارة لرجل من بني عذرة: ما يعد موتكم من الحب مزية، وإنما ذاك من ضعف البنية ووهن العقل وضيق الرئة، فقال له العذري: أما لو رأيتم المحاجر البلج، ترشق بالأعين الدعج، ومن فوقها الحواجب الزج، والشفاه السمر، تفتر عن الثنايا الغر، كأنها نظم الدر، لجعلتموها اللات والعزى ونبذتم الإسلام وراء ظهوركم.

    وقال بشر بن الوليد : سمعت أبا يوسف يقول في مرضه الذي مات فيه: اللهم إنك تعلم أني لم أطأ فرجاً حراماً قط وأنا أعلم، ولم آكل درهماً حراماً قط وأنا أعلم.

    وقال إسماعيل بن إسحاق القاضي : دخلت على المعتضد وعلى رأسه غلمان صباح الوجوه أحداث، فنظرت إليهم فرآني المعتضد وأنا أتأملهم، فلما أردت القيام أشار إلي، فمكثت ساعةً فلما خلا قال لي: أيها القاضي والله ما حللت سراويلي على حرام قط.

    وقال اليزيدي : جلس محمد بن منصور بن بسام وعلى رأسه عدة خدم لم يرقط أحسن منهم، ما منهم من ثمنه ألف دينار بل أكثر، فجعل الناس ينظرون إليهم فقال محمد: هم أحرار لوجه الله إن كان الله كتب علي ذنباً مع واحد منهم، فمن عرف خلاف ذلك منهم فليمض فإنه قد عتق وهو في حل مما يأخذ من مالي.

    وقال إبراهيم بن أبي بكر بن عياش : شهدت أبي عند الموت فبكيت فقال: ما يبكيك؟ فما أتى أبوك فاحشةً قط.

    وقال عمر بن حفص بن غياث : لما حضرت أبي الوفاة أغمي عليه فبكيت عند رأسه، فقال لي حين أفاق: ما يبكيك؟ قلت: أبكي لفراقك ولما دخلت فيه من هذا الأمر يعني القضاء، قال: لا تبك فإني ما حللت سراويلي على حرام قط، ولا جلس بين يدي خصمان فباليت على من توجه الحكم منهما.

    وقال سفيان بن أحمد المصيصي : شهدت الهيثم بن جميل وهو يموت وقد سجي نحو القبلة، فقامت جاريته تغمز رجليه فقال: اغمزيهما فإن الله يعلم أنهما ما مشتا إلى حرام قط.

    وقال محمد بن إسحاق : نزل السري بن دينار في درب بمصر وكانت فيه امرأة جميلة فتنت الناس بجمالها، فعلمت به المرأة فقالت: لأفتننه، فلما دخلت من باب الدار تكشفت وأظهرت نفسها، فقال: مالك؟ فقالت: هل لك في فراش وطي وعيش رخي؟ فأقبل عليها وهو يقول:

    وكم ذي معاص نال منهن لذةً ومات فخلاها وذاق الدواهيا

    تصرم لذات المعاصي وتنقضي وتبقى تباعات المعاصي كما هيا

    فيا سوءتا والله راء وسامع لعبد بعين الله يغشى المعاصيا

    وقال عمر بن بكير : قال أعرابي: علقت امرأة كنت أتيها فأحدثها سنين وما جرت بيننا ريبة قط، إلا أني رأيت بياض كفها في ليلة ظلماء فوضعت يدي على يدها، فقالت: مه لا تفسد ما بيني وبينك، فإنه ما نكح حب قط إلا فسد. قال: فقمت وقد تصببت عرقاً حياءً منها ولم أعد إلى شيء من ذلك.

    وذكر أبو الفرج وغيره أن امرأة جميلةً كانت بمكة، وكان لها زوج، فنظرت يوماً إلى وجهها في المرآة فقالت لزوجها: أترى أحداً يرى هذا الوجه ولا يفتتن به؟ قال: نعم، قالت من؟ قال: عبيد بن عمير ، قالت: فائذن لي فيه فلأفتننه، قال: قد أذنت لك، قال: فأتته كالمستفتية، فخلا معها في ناحية من المسجد الحرام فأسفرت عن وجه مثل فلقة القمر، فقال لها: يا أمة الله استتري، فقالت: إني قد فتنت بك قال: إني سائلك عن شيء فإن أنت صدقتني نظرت في أمرك قالت: لا تسألني عن شيء إلا صدقتك قال: أخبريني لو أن ملك الموت أتاك ليقبض روحك أكان يسرك أن أقضي لك هذه الحاجة؟ قالت: اللهم لا، قال: صدقت قال: فلو دخلت قبرك وأجلست للمساءلة أكان يسرك أني قضيتها لك؟ قالت: اللهم لا، قال: صدقت قال: فلو أن الناس أعطوا كتبهم ولا تدرين أتأخذين كتابك بيمينك أم بشمالك أكان يسرك أني قضيتها لك؟ قالت: اللهم لا، قال: صدقت، قال: فلو أردت الممر على الصراط ولا تدرين هل تنجين أو لا تنجين أكان يسرك أني قضيتها لك؟ قالت: اللهم لا، قال: صدقت، قال: فلو جيء بالميزان وجيء بك فلا تدرين أيخف ميزانك أم يثقل أكان يسرك أني قضيتها لك؟ قالت: اللهم لا، قال: فلو وقفت بين يدي الله للمساءلة أكان يسرك أني قضيتها لك؟ قالت اللهم لا، قال: صدقت قال: اتقي الله قد أتم الله عليك وأحسن إليك، قال: فرجعت إلى زوجها فقال: ما صنعت؟ قالت: أنت بطال ونحن بطالون، فأقبلت على الصلاة والصوم والعبادة، فكان زوجها يقول: ما لي و عبيد بن عمير أفسد علي امرأتي، كانت في كل ليلة عروساً فصيرها راهبة.

    وقال سعيد بن عبد الله بن راشد : علقت فتاة من العرب فتىً من قومها وكان عاقلاً فجعلت تكثر التردد إليه، فلما طال عليها ذلك مرضت وتغيرت واحتالت في أن خلا لها وجهه، فتعرضت إليه ببعض الأمر فصرفها ودفعها عنه فتزايد المرض حتى سقطت على الفراش، فقالت له أمه: إن فلانة قد مرضت ولها علينا حق، قال: فعوديها وقولي لها: يقول لك ما خبرك؟ فسارت إليها أمه وسألتها ما بك؟ فقالت وجع في فؤادي هو أصل علتي، قالت: فإن ابني يسألك عن علتك، فتنفست الصعداء ثم قالت:

    يسائلني عن علتي وهو علتي عجيب من الأنباء جاء به الخبر

    فانصرفت إليه أمه وأخبرته وقالت له: تريد أن تصير إليك؟ فقال: نعم، فذكرت أمه لها ذلك فبكت وقالت:

    ويبعدني عن قربه ولقائه فلما أذاب الجسم مني تعطفا

    فلست بآت موضعاً فيه قاتلي كفاني سقاماً أن أموت تلهفا

    وتزايدت بها العلة حتى ماتت.

    وأحب رجل من أهل الكوفة يسمى أبا الشعثاء امرأةً جميلة، فلما علمت به كتبت إليه وقالت:

    لأبي الشعثاء حب دائم ليس فيه تهمة لمتهم

    يا فؤادي فازدجر عنه ويا عبث الحب به فاقعد وقم

    جاءني منه كلام صائد ورسالات المحبين الكلم

    صائد يأمنه غزلانه مثل ما يأمن غزلان الحرم

    صل إن أحببت أن تعطى المنى يا أبا الشعثاء لله وصم

    ثم ميعادك بعد الموت في جنة الخلد إن الله رحم

    حيث ألقاك غلاماً ناشئاً ناعماً قد كملت فيه النعم

    وقال الأصمعي عن أبي سفيان بن العلاء قال: بصرت الثريا بعمر بن أبي ربيعة وهو يطوف حول البيت، فتنكرت وفي كفها خلوق فزحمته فأثر الخلوق في ثوبه: فجعل الناس يقولون: يا أبا الخطاب ما هذا زي المحرم فأنشأ يقول:

    أدخل الله رب موسى وعيسى جنة الخلد من ملاني خلوقا

    مسحت كفها بجيب قميصي حين طفنا بالبيت مسحاً رفيقا

    فقال له عبد الله بن عمر : مثل هذا القول في هذا الموضع؟ فقال له: يا أبا عبد الرحمن قد سمعت مني ما قد سمعت فورب هذه البنية ما حللت إزاري على حرام قط.

    وقيل لليلى الأخيلية: هل كان بينك وبين توبة ما يكرهه الله؟ قالت إذا أكون منسلخةً من ديني إن كنت ارتكبت عظيماً ثم أتبعه بالكذب.

    وقال العتبى: خرجت إلى المربد فإذا بأعرابي غزل فملت إليه فذكرت النساء فتنفس ثم قال: يا ابن أخي إن من كلامهن لما يقوم مقام الماء فيشفى من الظمأ. فقلت: صف لي نساءكم، فقال: نساء الحي تريد؟ قلت: نعم فأنشأ يقول:

    رجح ولسن من اللواتي بالضحى لذيولهن على الطريق غبار

    يأنسن عند بعولهن إذا خلوا وإذا هم خرجوا فهن خفار

    قال العتبى: فأخبرت به أبي قال: تدري من أين أخذ قوله: وإن كان كلامهن ما يقوم مقام الماء فيشفى من الظمأ؟ قلت: لا، قال: من قول القطامي :

    يقتلننا بحديث ليس يعلمه من يتقين ولا مكنونه بادي

    فهن يبدين من قول يصبن به مواقع الماء من ذي الغلة الصادي

    وهذه الطائفة لعفتهم أسباب أقواها إجلال الجبار، ثم الرغبة في الحور الحسان في دار القرار، فإن من صرف استمتاعه في هذه الدار إلى ما حرم الله عليه منعه من الاستمتاع بالحور الحسان هناك، قال صلى الله عليه وسلم من يلبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة ،ومن شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة . فلا يجمع الله للعبد لذة شرب الخمر ولبس الحرير والتمتع بما حرم الله عليه من النساء والصبيان ولذة التمتع بذلك في الآخرة، فليتخير العبد لنفسه إحدى اللذتين، وليطب نفساً عن إحداهما بالأخرى، فلن يجعل الله من أذهب طيباته في حياته الدنيا واستمتع بها كمن صام عنها ليوم فطره من الدنيا إذا لقي الله. ودون ذلك مرتبة أن يتركها خوف النار فقط، فإن تركها رغبة ومحبةً أفضل من تركها لمجرد خوف العقوبة.

    ثم أدنى من ذلك أن يحمله عليها خوف العار والشنار، ومنهم من يحمله على العفة الإبقاء على محبته خشية ذهابها بالوصال، ومنهم من يحمله عليها عفة محبوبه ونزاهته، ومنهم من يحمله عليها الحياء منه والاحتشام له وعظمته في صدره ومنهم من يحمله عليها الرغبة في جميل الذكر وحسن الأحدوثة، ومنهم من يحمله عليها الإبقاء على جاهه ومروءته وقدره عند محبوبه وعند الناس ومنهم من يحمله عليها كرم طبعه وشرف نفسه وعلو همته، ومنهم من يحمله عليها لذة الظفر بالعفة لذة أعظم من لذة قضاء الوطر، لكنها لذة يتقدمها ألم حبس النفس ثم اللذة، المحرمة من المضار والمفاسد، وجمع الفجور خلال الشر كلها، كما ستقف عليه في الباب الذي يلي هذا إن شاء الله تعالى.


    queen

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 7:48 am